تعريب العلوم

الفرق بين الترجمة والتعريب

لايوجد فرق بين الترجمة والتعريب وإنما بينهما ترابط حيث أن التعريب  بمعناه الخاص جزء خاص من الترجمة أي بينهما عموم وخصوص فالترجمة معنى عام وتعريب الكلمات نوع من أنواعها حيث هو ترجمة  للكلمات من اللغات الأخرى للعربية

والترجمة بالنسبة للتعريب بمعناه العام والشامل جزء منه  حيث تختص بنقل المعلومات إلى اللغة العربية من اللغات الأخرى

معنى الترجمة  |  هي نقل كلمة من لغة إلى لغة أخرى بمعنى مفهوم أو موجود

معنى التعريب الخاص  |  هو صوغ الكلمة بصيغة عربية عند نقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية

معنى التعريب العام    | هونقل النصوص الأجنبية إلى اللغة العربية واستعمال اللغة العربية في جميع المجالات العلمية وإحلال اللغة والإدارة والنظام والمؤسسة بدلاً من الأجنبية

المباديء الأساسية في تعريب المصطلحات العلمية 

أولاً - المعرفة التامة باللغة العربية وباللغة التي سينقل منها المصطلح 

ثانياً - المعرفة و الخبرة في المادة العلمية التي سيعربها  وينقلها من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية

ثالثاً - التدقيق في مفهوم المادة العلمية ومدلولاتها  قبل محاولة تعريبها أو وضع مرادف له حيث أن لغة العلم الحديث تتميز بالدقة العالية في اختيار الألفاظ حيث توجد ألفاظ تستخدم في أكثر من معنى في أكثر من فروع العلم

رابعأ-  يراعى عند تعريب مصطلح  أن يكون المعرّب من كلمة واحدةحتى نتمكن من النسبة إليه والإضافة إليه 

خامساً -  يجب عند تعريب مصلحات مستعملة في كثير من اللغات الحية أو ألفاظ متعارف عليها عالمياً أن تعرّب بلفظها مثل الألكترون  وكذلك الألفاظ المنقولة من اختصارات متعارف عليها دولياً كالهيدروجين مثلاً أو الاسماء الموضوعة تخليدأً لعلماء كالفولت مثلاً

سادساً -  عند تعريب المصطلحات العلمية والحضارية يعرّب بالترجمة مهو أصيل في اللغة المترجم منها إن قبل الترجمة أو البحث عن مرادف عر بي مناسب 

ثامناً  - استعمال اللغة الفصحى واحياء ما اندثر منها شريطة اداء المعنى أوقريباً منه

لغة   العلم

جميع دول العالم تدرس المواد العلمية ومنها الطب بلغتها القومية فالروس يدرسون باللغة الروسية والأسبان يدرسون بالأسبانية وهامّ جراء باستثناء الدول العربية فهي تدرس الطب اللغة الأنجليزية أو الفرنسية  فلماذا لا تدرس  لغتنا العربية في تدريس العلوم جميعها في بلادنا العربية؟

فهناك ضرورة ملحة للتدريس باللغة العربية في جميع المجالات النظرية منها والعملية وأن تكون اللغة العربية هي لغة العالم والمتعلم ولغة التعليم والبحث العلمي والإبداعات العلمية والانتاج العلمي  مع مراعاة عدم التعميم في مجالات خاصة كدراسة الآداب الإنسانية الأجنبية  لأنها ستفقد روعتها ورونقها 

فباللغة العربية تنهض الأمة العربية وتؤدي دورها القيادي المفقود وتبني مستقبلها 

التجربة العربية اليتيمة

تعد كلية الطب في جامعة دمشق الكلية الوحيدة في العالم التي تدرس الطب باللغة العربية فكانت تجربة تستحق الوقوف أمامها  وبدأت جامعة دمشق التدريس باللغة العربية عام 1919م واستمرت حتى يومنا هذا

 وقد سبقها في هذا المجال الكلية الأنجيلية السورية في بيروت من عام 66-1884م 

وقد وجدت فكرة الدراسة بالعربية في جامعة دمشق بعد الحرب العالمية الأولى بعد اتقطاع الدراسة بانسحاب الأتراك وقد ساعد على نحقيق الفكرة وجود الدكتور أحمد حمدي حمودة وكان هذا الطبيب من رفاق الأمير فيصل في الثورة العربية الذي اقنعه بفتح المدرسة الطبية العثمانية وكان هذا اسمها وتم افتتاح المدرسة باسم المدرسة الطبية العربية في اوائل عام1919م ودرس فيها الطلاب القدامى وطلاب جدد ولكن باللغة العربية بدلاً من التركية وقام المدرسون بدراسة العربية وتأليف الكتب بها وإعداد القواميس بالمصطلحات العلمية ومن اهم هذه المؤلفات معجم العلوم الطبية للدكتور أحمد حمدي الخياط بالأشتراك مع الدكتور مرشد خاطر واتمه الدكتور محمد هيثم الخياط وصدر الجزء الأول عام 1974م بإشراف وزارة التعليم العالي السورية   

شروط المترجم 

أن يكون المترجم مثقفاً ملماً باللغة التي يترجم إليها حتى يمتلك النص الذي يترجمه امتلاك العارف باللغة المترجم منها والعارف باللغة المترجم إليها 

إن يكون ملماً باختصاص موضوع الأختيار للترجمة إلى جانب إلمامه بثقافة عامة تمكنه من بلورة الأفكار في صورة بسيطة متناسقة مع الهدف من الترجمة

 القواعد العامة لوضع المصطلحات العلمية 

تقدم اللغة العربية إمكانات كبيرة لعملية وضع المصطلحات العلمية وذلك بسبب طبيعتها الخاصة ومميزاتها الصرفية  وغناها في المفردات ونجمل هذه الخصائص والمميزات فيما يلي 

تمتع اللغة العربيةبدرجة عالية من المميزات الصرفية 

غزارة الثروة اللغوية  ويبلغ 9273 جذراً مما يتيح توليد الالآف من المصطلحات 

تجانس التركيبة المفردية

وجود القوالب والموازين التي تدل على معان خاصةمثل اوزان جمع القلة أو الكثرة إلخ

مرونة النظام الإشتقاقي وإمكانية استخدام جميع العمليات الصرفية 

الوسائل المستخدمة لوضع المصطلحات العلمية 

الإشتقاق وهو توليد صيغة من أخرى مع اتفاقهما في المعنى والمادة الأصلية والهيئة  كالفعل والفاعل والمفعول واسم الفاعل واسم المفعول مثل مسبار منظار 

الترجمة هي عملية نقل المصطلحات من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ومصادر الترجمة العربية اللغة الأنجليزية واللغة الفرنسية وهما يعتمدان على اللاتنية واليونانية مما يستوجب معرفة تامة لهذه اللغات لمن يريد الترجمة من ايها

النحت وهو إيجاد كلمة من عدة كلمات بشرط وجود توافق بين النحت والمنحوت منه كالبسملة ومن الأمثلة البرمائي الكهرطيسي 

الإستعانة بالمجاز  وهو نقل معنى الكلمة من المعنى اللغوي القديم إلى مضمون المصطلح العلمي مثل الهاتف 

التركيب المزجي  وهو جعل كلمتين اسما واحدا مضموما ويلزم اتفاق المختصين على ذلك مثل نيويورك

التعريب  وهو جعل الكلمة الأجنبية كلمة عربية ووزنها لغة مثل الزئبق

 

معوقات التعريب العلمي

يحتج من لايرى التعريب العلمي وخاصة في مجالي الطب والهندسة بسببين هما

أولاً |  إن ذلك أي التعريب لايثري لغتنا العربية ثراءً صحيحاً بل قد يضر بها

ثانياً |  إن  تعريب العلوم قد لايشجع الطالب على تعلم اللغات ومن ثمّ تنفصم صلته بالمستجدات في ساحة العلم

ويمكن الرد على هذه الأسباب بمايلي

إن التعريب يثري اللغة ويجعلها قادرة على استيعاب العلوم الحديثة وأن هذا التعريب يكون في قواميس خاصة لايطلع عليها إلا المختصين أو من يريد الأطلاع عليها مع كتابة المصطلح الأجنبي بجانب الاسم العربي  فيكون الطالب مرتبط باللغتين 

أما المعوقات العامة فتتلخص في

كثرة المصطلحات العلمية وتطور العلوم واستمرار تدفق المعلومات

عدم القدرة على التنفيذ وتعميم  الكلمات المعربة على الجميع

عدم تطوير اللغة العربية نفسها ونشرها عالمياً

التيارات الأستعمارية المعادية للعربية

قلة الدرسات اللغوية ونشر البحوث العلمية ونقص المصطلحات المعربة وعدم اللحاق بركب التطور في تعريب كل جديد

اختلاف اللهجات الغربية وعدم توحيد المناهج الدراسية في الدول العربية

عدم الإلتزام بمايصدر من المجمعات اللغوية العربية والتعريب غير المنظم والإرتجال في ذلك

ويمكن تلافي كل ذلك بما يلي

السرعة في وضع المصطلحات العلمية ونشرها

نشر ما يصدر في المجمعات اللغوية على المجتمع وتوحيد المصطلحات العلمية بإشراف الجامعة العربية

تطوير الدراسات اللغوية واصدار القواميس العلمية مع الأخذ بالمصطلحات العالمية على حالها

انشاء الأكاديميات للتعريب في كل الدول العربية وتشجيع التعريب

وقد وجه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هيئة علمية للتعريب عالمية في طرحها وصدر ذلك التوجيه بمناسبة مرور عشرين عام على توليه الحكم في المملكة العربية السعودية

الرئيسية